Ch3r

Saturday, November 5, 2011

تألقي يا حروف الشعر



تألقي يا حروف الشعر واتّخذي ... إلى شغاف قلوب النّاس أسبابا 
وصافحي لهب الأشواق في مُهَج ... محروقة واصنعي للحب جلبابا
وسافري في دروب الذكريات فقد .... ترين ما يجعل الإيجاز إسهابا
وصفّفي شعر أوزاني فقد عبثتْ ... بشعرها صبوات الرِّيح أحقابا
وعانقي فوق ثغر الفجر أغنية ... كتبتها حين كان الفجر وثّابا
وحين كانت شفاه الطل منشدة ... لحناً يزيد فؤاد الروض إطرابا
وحين كان شذى الأزهار منطلقاً ... في كل فجّ وكان العطرُ منسابا
تألّقي يا حروف الشعر واقتحمي ... كهف المساء الذي ما زال سردابا
ومزّقي رهبة في البدر تجعله ... أمام بوّابة الظلمات بوّابا
وخاطبي قلبيَ الشاكي مخاطبة ... تزيده في دروب العزم أدرابا
يا قلب ،يا منجم الإحساس في جسد ... ما ضلّ صاحبه درباً ولا ذابا
قالوا : أطالتْ يد الشكوى أظافرها ... وأقبلتْ نحوك الآهاتُ أسرابا
وأشعل الحزن في جنبيك موقده ... وأغلقتْ دونك الأفراحُ أبوابا
ماذا أصابك يا قلبي ألست على ... عهدي يقيناً وإشراقاً وإخصابا ؟
حدّدْتُ فيك معاني الحب ما رفعتْ ... إليك غائلة الأحقاد أهدابا
صددْتُ عنك جيوش الحزن ما نشأتْ ... حرب ولاحرّك الباغون أذنابا
ولا تقرّب منك اليأس بل يئستْ ... آماله فانطوى بالهمّ وانجابا
فكيف تغرق في بحر جعلتُ على ... أمواجه مركباً للصّبر جوَّابا ؟
أما ترى موكب الأنوار كيف غدا ... يعيد نحوي من الأشواق ما غابا
ويُنبتُ الأرض أزهاراً ، ويمطرها ... غيثاً ويجعل لون الأفق خلاَّبا
انظر إلى الرَّوض يا قلبي فسوف ترى ... ظلاً وسوف ترى ورداً وعنّابا
قال الفؤاد : أعرني السمع لستُ كما ... تظن أغلق من دون الرّضا بابا
لكنها نار الحزن ، كيف يطفئها ... صبر وقد أصبح الإحساسُ شبّابا
يزيدها لهباً دمعُ اليتيم بكى ... فما رأى في عيون الناس ترحابا
وصوتُ ثكلى غزاها الليل فانكشفتْ ... لها المآسي تحدّ الظفر والنّابا
نادت ، ونادتْ فلم تفرح بصوت أخ ... يحنو ولا وجدت في الناس أحبابا
وأرسلتْ دمعة في الليل ساخنة ... فأرسل الليل دَمْعَ الطَلِّ سكّابا
ضاعت معالم بيت كان يسترها ... عن الذئاب ، وأمسى روضُها غابا
فكيف تطلب تغريد البلابل في ... روض يُشيع به الطغيانُ إرهابا
هوّنْ عليك فؤادي لستَ منهزماً ... حتى أراك أمام الحزن هيّابا
هوّن عليك فؤادي واتّخذ سبباً ... إلى التفاؤل ،واترك عنك ما رابا
وقل لمن بَلَغَ الإحساسُ غايتَه ... منهما ، فما عاد مكسوراً ولا خابا
لاتُطفئي شمعة يا من أبحْتُ لها ... حمى فؤادي ، فإنّ الليل قد آبا
أما ترين ضياء الشمس كيف بدا ... مستبشراً ، فحماه الليل وانجابا

12 comments:

  1. جميل جدا اخي

    http://ntaatar.com/ts6/register.php?ref=120

    ReplyDelete
  2. جميل جدا اخي

    http://ntaatar.com/ts6/register.php?ref=120

    ReplyDelete
  3. http://tatarm.com/ts9/register.php?ref=444

    ReplyDelete
  4. http://ntaatar.com/ts6/register.php?ref=159

    ReplyDelete
  5. http://ntaatar.com/ts9/register.php?ref=8

    ReplyDelete
  6. شكراً لكم جميعاً كل المتابعون

    ReplyDelete
  7. اعجبني هذا الاعلان في موقع حراج :

    كشف تسربات المياه بالرياض عزل خزنات المياه https://haraj.com.sa/1191730459/?ref=web

    ReplyDelete
  8. خطبة الشيخ الطيِّب السرَّاج في المجمع اللُّغوي في القاهرة عام 1933
    عندما تحدى أعضاء المجمع وارتجل قصيدته "التجديد"

    الشيخ الطيِّب السرَّاج إِمام اللُّغة العربية في العصر الحديث وسادنها، وهو أول من حمل راية السُّودان في المجامع اللُّغوية، وأول سوداني ينال عضوية المجمع اللُّغوي في القاهرة، الذي كان يُعرف آنذاك باسم “مجمع فؤاد الأوَّل للغة العربية“، وذلك في العام 1933 بعد صدور المرسوم الملكي بتأسيسه في العام 1932.
    ولقد بدأ السرَّاجي مشواره كعضو في هذا الصرح العلمي، ثم ترقى في المناصب حتى اختير رئيساً للجنة التحقيق وإِحياء الكتب القديمة، قبل تقلده مرتبة العضو المراسل في خمسينيات القرن العشرين.
    نهل من معين الشيخ الطيِّب السرَّاج كوكبةٌ من الأعلام، تشكَّلت مداركهم في حضرته، وتهذَّبت ملكاتهم في كنف علمه، فانبثقوا من رحابه إلى فضاءات الفكر والأدب واللُّغة، يَسطعون في سماء الحياة العامة تربية وعلماً بما نالوه من توجيهٍ وعناية. وكان في طليعة هؤلاء النُّجباء من ارتقى في مدارج التأثير، حتى غدا عَلَمًا يُشار إليه بالبنان، وكان من بينهم اللُّغوي الأديب البروفيسور عبد الله الطيِّب، الذي لم يكن تلميذاً نهل من علم السرَّاجي فحسب، بل جليساً للسرَّاج ومجالِساً له في حلقات الفكر والأدب واللُّغة بصالون السرَّاج الأدبي “منتدى الأصالة” الذي كان عضواً فيه، وهو يُعدُّ أول صالون أدبي في السُّودان تأسس في عشرينيات القرن الماضي، وثاني صالون أدبي في الوطن العربي بعد صالون“مي زيادة” في مصر.
    يروي البروفيسور عبد الله الطيِّب في تحقيق صحفي نشرته صحيفة" الرأي العام" عن قصة ترشيح الشيخ الطيِّب السرَّاج للمجمع اللُّغوي، والتي نقلها الكاتب الصحفي المخضرم الأستاذ إِبراهيم دقش، حيث يقول البروفيسور عبد الله الطيِّب:
    “كنتُ ضمن الوفد الذي ذهب إِلى القاهرة لتقديم الشيخ الطيِّب السرَّاج مرشحاً عن السُّودان في المجمع اللُّغوي، وأقمنا في بيت السُّودان، وعشية جلسة الترشيح اتصلت بعميد الأدب العربي الأستاذ طه حسين، وقرأت عليه أبياتاً من قصيدة للسرَّاجي يمدح فيها ملك اليمن وإِمامها، يقول فيها:
    يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمَرْجُوُّ نَائِلُهُ
    وَالْمُسْتَغَاثُ بِهِ فِي مُخْلَفِ الْمَزْنِ
    إِلَيْكَ جِئْتُ مِنَ السُّودَانِ تَرْفَعُنِي
    إِلَى لِقَائِكَ أَشْوَاقِي وَتَخْفِضُنِي
    مُهَاجِرًا مِنْ بِلادِ الشِّرْكِ، لَيْسَ لَنَا
    عَنْهَا مُرَاغَمَةٌ إِلَّا إِلَى الْيَمَنِ
    أَهْلَ الْمَصَانِعِ مِنْ غَمْدَانَ تَحْسَبُهُ
    إِذَا دَجَا اللَّيْلُ سَحَّ الْعَارِضِ الْهَتَنِ

    فقال لي: “إِنَّ الذي يكتب مثل هذا الشعر قد مات واندثر منذ آلاف السنين”، فأجبته: “بل هو حي يرزق، وهو معي في بيت السُّودان، وهو مرشح السُّودان للمجمع اللُّغوي.”
    ولقد شهدت جلسة الترشيح موقفاً لافتاً من الشيخ الطيِّب السرَّاج، حين وجَّه تحدياً علميّاً نبيهاً لأعضاء المجمع، داعياً إِياهم إِلى ذكر ما يعرفونه من أسماء الأسد في العربية. فلم يتمكّن الحاضرون من تجاوز سبعة عشر اسمًا، بينما مضى السرَّاج يُعدُّ بثقة وعفوية، حتى بلغ ثلاثة مائة اسم. ولم يكتفِ بمجرد السرد، بل كان يُثبت كل اسمٍ بما ورد له من شواهد في عيون الشعر العربي، وأخبار العرب وأيامهم، في دلالة قاطعة على سعة اطلاعه ورسوخ قدمه في التراث العربي”
    وقد بهر هذا الموقف الحضور، حتى إِن رئيس الجلسة، عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، طلب منه التوقف، ولم يُخفِ إِعجابه، فقال بظرفه المعهود: “يبدو أن الشيخ الطيِّب السرًّاج قد أبحر بنا في ذاكرته الموسوعية، وكأنه يقرأ من مخطوطة لغوية شعرية قديمة”
    وقد استهلّ السرَّاجي خطبته في المجمع اللُّغوي بأبيات من قصيدته الباذخة “التجديد”، التي عُرفت بين النقّاد برائعة القريض العربي، ويزيد عدد أبياتها عن 500 بيت؛ وقد تناقلت الروايات نسختين من هذه القصيدة: إِحداهما مكتوبة، والأَخرى مرتجلة ألقاها في حضرة المجمع ارتجالاً، فأسرت القلوب بجزالة لفظها وعراقة أسلوبها. وهنا أورد الصيغة المرتجلة لأوائل أبياتها التسعة، إِذ تجلّى فيها ألق البيان، وتوهّجت فيها روح الشعر الأصيل، فانبثقت منها حرارة الخطاب ووهج الرسالة:
    قالوا اسْتَعِيدُوا مَجْدَكُمْ تَجْدِيدا
    لَاقَى الْمُرَادُ مِنَ النَّصِيحِ مَرِيدا
    قَرَعَ الظَّنَابِيبَ الْيَعَاسِيبَ الأُلَى
    يُحْيُونَ فِينَا كُلَّ يَوْمٍ عِيدا
    شَدَّ الْحَيَازِيمَ الْكِرَامَ لِيَبْعَثُوا
    بَعْدَ الْبِلَى لُغَةَ الْجُدُودِ جَدِيدا
    لُغَةَ الْجَحَاجِيحِ، الْوَحَاوِيحِ،
    الْمَصَابِيحِ، السَّمَاةِ جُدُودا
    أَعْنِي الْمَرَازِبَةَ، الْمَلَاوِثَةَ، الْخَلَاجِمَةَ،
    الْخَضَارِمَةَ، الْأَبَاةَ الصِّيْدَا
    مِنْ كُلِّ سَرْدَاحٍ كَهَاةٍ جَسْرَةٍ
    جَلْسٍ عَشُوزَنَةٍ تُؤَوِّدُ الْجُودَا
    كَوْمَاءَ بَادِيَةِ الدُّخَيْسِ دَرْفَسَةً
    كَبْدَاءَ تَنْزِعُ مَشْيَهَا تَهْوِيدَا

    ReplyDelete