الامام الشافعي - رحمه الله
لو كنت بالعقل تعطى ما تريد إذن=لما ظفرت من الدنيا بمرزوق
رزقت مالاً على جهلٍ فعشت به=فلست أول مجنونٍ ومرزوق
رزقت مالاً على جهلٍ فعشت به=فلست أول مجنونٍ ومرزوق
ما شئت كان وإن لم أشأ=وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد لما قد علمت=ففي العلم يجري الفتى والمسن
فمنهم شقي ومنهم سعيد=ومنهم قبيح ومنهم حسن
على ذا مننت ، وهذا خذلت=وذلك أعنت وذا لم تعن
خلقت العباد لما قد علمت=ففي العلم يجري الفتى والمسن
فمنهم شقي ومنهم سعيد=ومنهم قبيح ومنهم حسن
على ذا مننت ، وهذا خذلت=وذلك أعنت وذا لم تعن
البعد عن أبواب الملوك
إن الملوك بلاء حيثما حلوا=فلا يكن لك في أبوابهم ظل
ماذا تؤمل من قوم ٍ إذا غضبوا=جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فاستغن بالله عن أبوابهم كرماً=إن الوقوف على أبوابهم ذل
تذلل واستغاثة
بموقف ذل عزتك العظمى=مخفي سرٍ لا أحيط به علماً
بإطراق رأسي باعترافي بذلتي=يمد يدي استمطر الجود والرحمى
بأسمائك الحسنى التي بعض وصفها=بعزتها يستغرق النثر والنظما
بعهد قديمٍ من ألست بربكم ؟=بمن كان مجهولاً فعرف بالأسما
أذقنا شراب الأنس يا من إذا سقى=محباً شراباً لا يضام ولا يظمأ
أماني الإنسان
يريد المرء أن يعطى مناه=ويأبى الله إلا ما أرادا
قول المرء فائدتي ومالي=وتقوى الله أفضل ما استفادا
نكران الجميل
تعصي الإله وأنت تظهر حبه=هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته=إن المحب لمن يحب مطيع
في كل يومٍ يبتديك بنعمةٍ =منه وأنت لشكر ذاك مضيع
لا أبالي
إنت حسبي وفيك للقلب حسب=وحسبي أن صح لي فيك حسب
لا أبالي متى ودادك لي صح=من الدهر ما تعرض خطب
كلما استحكمت فرجت
ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى=ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها=فرجت وكنت أظنها لا تفرج
الرضى بقضاء الله وقدره
دع الأيام تفعل ما تشاء=وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثه الليالي=فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلاً عن الأهوال جلداً=وشيمتك السماحة والوفاء
وأن كثرت عيوبك في البرايا=وسرك يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيبٍ=يغطيه كما قيل السخاء
ولا ترى للأعادي قط ذلاً=فإن شماته الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل=فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني=وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور=ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوعٍ=فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا=فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن=إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين=فما يغني عن الموت الدواء
No comments:
Post a Comment